حقوق وحريات ومجتمع مدني

المختفين قسريا.. قضية تعود إلى العلن.. عبد السلام العبسي

 يمنات – صنعاء

قصة هذا المختفي قسريا تسير بالموازاة مع قصة 3 عقود من التنكيل باليمنيين. أعتقل عبدالسلام العبسي في 14 يوليو 1978, أي أثناء سيطرة المقدم علي عبدالله صالح على العاصمة تمهيدا لإعلانه رسميا حاكما لليمن الشمالي في 17 يوليو. صادر الأمن الوطني كل مقتنياته ومتعلقاته, صادر رسائله وصوره, صوره كلها. وتوجب على أسرته الصغيرة أن تضع يدها على صورة له, أية صورة, أولا. وقد تمكنت من الوصول إلى ملفه الوظيفي في وزارة الإدارة المحلية حيث الصورة الوحيدة الناجية من المخالب الأمنية.

هذه الصورة تحولت قبل (أيام) إلى جدارية في جسر مذبح بفضل الفنان الإنسان مراد سبيع الذي دشن الأسبوع الماضي حملة نابضة بالحب والحياة من أجل ضحايا الاختفاء القسري في اليمن.

 

في 14 يوليو 1978 نفذت عناصر أمنية حملات دهم واعتقالات في العاصمة صنعاء. كان «عبدالسلام» الكادر الشاب في الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي والتطوير، أحد ضحايا الحملات؛ إذ ضُبط في شارع السلام- باب اليمن، في التاسعة والنصف صباحاً.

وطبق رواية أحد المصادر فقد اعتقل بسبب تورطه في توزيع منشورات للجبهة الوطنية الديمقراطية، أبرز الفصائل المعارضة لنظام الحكم في شمال اليمن.

في دار البشائر شوهد «عبدالسلام» عشية اليوم نفسه. كان قد تلقى حصة تعذيب دامت 12 ساعة. جيء به إلى إحدى الزنازن والدماء تغطيه. «لم يكن تعذيباً قدر ما هو تمثيل» قال شهود عيان لـ«النداء».

لم يظهر ثانية في أي مكان آخر. كانت تلك آخر مرة شوهد فيها، ما يعني – بلغة القانون- أنه ما زال محتجز الحرية لدى الأمن الوطني، حسبما أفاد «النداء» مصدر قانوني.

قبل أسبوع من الليلة المشؤومة، كانت عروسه «منيرة»، 16 سنة، تضع طفلها الأول. أرسل لها مصاريف لتغطية نفقات «السابع»، وأشعرها بأنه يُفضل أن يسمى الوليد «وضاح»، واعداً بلقياها بعد 40 يوماً!

كبر «وضاح» وتزوج، وصار الآن أباً لـ«أصيل»، 3 سنوات، وهو يعمل الآن في وزارة الإدارة المحلية، ويقطن رفقة أسرته الصغيرة بيتاً استأجره في العاصمة. وهناك جلست العروس التي تنتظر رجُلها منذ 29 عاماً، لتروي لـ«النداء» سيرة انتظارات بدأت بُعيد زواجها بشهر.

 

الصورة جدارية على جسر مذبح ضمن حملة "الجدران تتذكر وجوههم"، والتي نفذت يوم 13 سبتمبر 2012، قام بتجهيز اللوحة هيفاء ومراد سبيع وطبعت على الجدار بأيادي المشاركين.

عن: صفحة الصحفي سامي غالب في الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى